Maximilian Abouleish SEKEM COP 12

مسؤولية تغيير شكل حياة البشر على الأرض : سيكم بمؤتمر COP 12

كان ماكسيمليان أبوالعيش- بوز، الرئيس التنفيذي للتنمية المستدامة بسيكم، هو ممثل سيكم مؤخرًا في مؤتمر الأطراف و دورته الثانية عشر (COP 12) بأنقرة، ذلك الحدث رفيع المستوى بشأن التصحر، و قد كتب عبر نافذة سيكم الإخبارية عن تجربته بتركيا مع صناع القرار و خبراء من جميع أنحاء العالم.

منذ ست سنوات، جئت إلى مصر و تعرّفت على سيكم، و أدركت أن جيلي لديه مسؤولية كبيرة؛ مسؤولية تغيير و تبديل شكل حياة البشر على الأرض، و قد وجدت بسيكم المكان الصحيح لأشارك في هذه المسؤولية. فأثناء تواجدي بمصر واجهتني عدة تحديات مختلفة و بعضها مازال التغلب عليها واجبًا، و لكني وجدت ايضًا الكثير من الأنشطة المثيرة و قصص النجاح المذهلة التي تساهم نحواستصلاح الأراضي بطرق مستدامة و بناء مجتمع في الصحراء و الذي أراه امرًا مصيريًا من أجل مستقبل مشرق بمصر.

’’النظم البيئية الطبيعية أكثر قيمة من أي شيء يمكن أن يُصنع أو يُشترى أو يُباع!‘‘

من ضمن قصص النجاح هي حصولنا على جائزة الأرض من أجل الحياة 2015  من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) التي نظمت مؤخرًا حدثًا مهمًا آخر، في أنقرة هذه المرة، هو الدورة الثانية عشر لمؤتمر الأطراف (COP 12) لمناقشة حلولًا بشأن التصحر و تدهور الأراضي و الجفاف مع العديد من صناع القرارمن كل أنحاء العالم و من أهم النتائج الرئيسية للإعدادات المقامة لهذا الحدث هي استنباط أحد أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي تم اطلاقها مؤخرًا نحو تحقيق حياد تدهور الأراضي العالمي (LDN) بحلول عام 2030، و لتحقيق هذا الهدف يجب أن يُستعاد من الأراضي كميات مهولة، أكثر من إثني عشر مليون هكتار بالسنة، و يتم إدارتها على نحو مستدام. بالطبع سيكون لذلك أثرٌ إيجابي على أهداف التنمية المستدامة، مثل تقليص انبعاثات غازات الصوبة الخضراء (GHG) لتخفيف التغير المناخي و تأمين إمدادات الغذاء و الحد من الفقر خاصة فيما بين صغار المزارعين. لقد كانت لدي الفرصة لتمثيل سيكم في هذا الحدث رفيع المستوى، حيث تمت دعوتنا لعرض قصة نجاح سيكم في استصلاح الصحراء بطريقة مستدامة و شاملة و لتطوير مجتمعات بنهجنا الشامل.

Maximilian Abouleish SEKEM COP 12
ماكسميليان أبوالعيش ممثلًا سيكم الحاصلة على جائزة الأرض من أجل الحياة 2015 كمثال ناجح عن استصلاح الصحراء بالطريقة المستدامة و بناء المجتمع

لقد تم تخصيص يومٍ كامل من أيام الحدث المنعقد منذ الثاني عشر و حتى الواحد و العشرين من أكتوبر الحالي، لموضوع ’’الأرض من أجل الحياة‘‘، حيث قام صناع القرار و المتخصصون بإلقاء خطبًا و تلتها حلقة نقاش مفتوحة. على سبيل المثال، فقد قال أردوغان أوزيفرين، مدير نقطة اتصال تركيا الوطنية بالأمم المتحدة أن تركيا لديها رسالة بسيطة لشعبها :” لا تدعوا تركيا تتحول لصحراء”. كما قام د.دينيس جامتي سفير برنامج (Dryland) – أحد برامج اتفاقية الأمم المتحدة UNCCD – بلفت الانتباه إلى فكرة أن المجتمعات هي المحرك الأساسي في استصلاح الأراضي بطريقة مستدامة، و أكمل معللًا أن البشر لديهم نظام ثري بالأخلاق باستطاعته أن يحكم كيف يمكن أن يتعامل كلٌ منا مع الآخر، و لكن أخلاقنا تجاه الأرض مازالت بحالة بدائية. لن يكون هناك تغيير فيما يخص الأرض حتى تتحد المجتمعات و تغير من نفسها. إن أفكار دينيس جاريتي لفتت انتباهي أيضًا إلى أهمية الناس و قدرتهم على البناء من أجل تغذية حالة الوعي و الأدراك التي تشكل الشعور بالإلحاح و الإرادة للعمل.

سيكم: مجتمع متناغم مع الطبيعة

إنها ليست مجرد أساليب عن كيفية خلق و استعادة حيوية التربة لضمان عيشنا، بل الأكثر، و هو كيف نفعل ذلك بطريقة مستدامة و فعّالة. يجب على الناس ان يكونوا على علم بمعنى الأرض و التربة. إنه من الواجب تعليمهم في اتجاهات مختلفة و كذلك في اتجاهات عن كيفية تحسين العمل الجماعي. لقد استخدمت مبدأ سيكم كمثال : كيف يبدو بناء المجتمع المستدام، و الذي يعني شمول الحياة المجتمعية و الاقتصادية و الثقافية لمجتمع كبير متناغم مع الطبيعة، و لأن سيكم تعزز التنمية المستدامة بنجاح و في البعد المختلف منذ 1977، فالآن تكون الدعوة الضمنية من المنظور التنظيمي هي إيجاد أساليب للنهوض بتوعية سيكم للمجتمع و إنشاء نموذج حاكم لمستقبل طويل الأجل. يكون السؤال تحديدًا هو كيف نمكِّن العاملين من السعي جاهدين نحو رؤية سيكم و مهمتها و التعامل مع التحديات القائمة و الفرص اثناء ادراكهم لأعلى ما لديهم من إمكانيات.

’’نحن البشرلا نقدر أرضنا و النظام البيئي …‘‘

ألهمني كثيرًا العرض الذي قدمه جون دي ليو، صانع الأفلام المشهور و عالم البيئة. لقد أشار إلى أنه لا يوجد شيءٌ خاطىء بكوكب الأرض و بنظمها البيئية الطبيعية، بل الخطأ يكمن في نظمٍ من صنع الإنسان، تلك التي تدمر النظم البيئية الطبيعية، و أضاف قائلًا أن النظم الحيوية أكثر قيمة من أي شيء تم أو سيتم استخراجه أو صنعه منها أو شراؤه أو بيعه. المشكلة أن نظامنا المالي و البيئي لم يستوعب افتراض هذه القيمة الأساسية، و نحن البشر لا نقدّر أرضنا و النظام البيئي، و لهذا أصبح سفيرًا لمنظمة (Commonland) التي تعمل على تعزيز استعادة الأقتصاديات و الأعمال و إيجاد ما يمكن لها من تمويلات مستطاعة و طويلة الأجل.

الأبتكار الاجتماعي – نعمل جاهدين نحو نفس الهدف

أعتقد أننا لم نستطع التأكيد بشكلٍ كافي على أن التربة هي أهم مؤسسة لحياتنا و تعكس جودة العلاقة بين الأفراد في المجتمع (إن 2015 هي سنة الأمم المتحدة الدولية للتربة). إن تكوين الوعي نحو الاتصال القوي بين الإنسان و النظام البيئي مستمد من مهمة سيكم، و من هنا فكان حصولنا على جائزة الأرض من أجل الحياة ساعدنا في الإعلان عن منهجنا، و مما نتمناه هو إيجاد شركاء محليين و دوليين عن طريق أحداث مثل مؤتمر COP 12، و يكونوا على استعداد لمشاركة التحدي والفرص مع سيكم و الانخراط في استصلاح الأرض بالطرق المستدامة و تطوير المجتمع مع أكثر من أربعمائة مزارع من صغار المزارعين في مصر. بالنسبة لي، فهذا هو الابتكار الاجتماعي الحقيقي، عندما يسعى شركاء العمل مع الباحثين و المنظمات غير الهادفة للربح و الطلبة و المدرسين و الحكومة جميعًا جاهدين نحو نفس الهدف.

إنني سعيد و شاكر لتمثيل سيكم في مؤتمر COP 12، لأنها خطوة إضافية نحو تحمل مسؤوليات جيلي و تحويل تحديات اليوم إلى حلول الغد.

ماكسيميليان أبوالعيش – بوز / كريستين أرلت

 

سيكم تحصل على جائزة الأرض من أجل الحياة

سيكم تحضر مؤتمر (COP 12)

اقرأ عن الدورة الثانية عشر لمؤتمر الأطراف

اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)

اهداف التنمية المستدامة (SDGs)