أناسٌ في سيكم: رابعة المشتولي

’’عندما بدأت العمل مع سيكم لم تكن هناك أية أجهزة تكنولوجية. كان علينا العمل مع مجلدات وملفّات من الأوراق‘‘، هكذا تذكرت رابعة المشتولي بداياتها مع سيكم. تعمل مشرفة شؤون العاملين في سيكم منذ 20 عامًا، تضيف قائلة: ’’منذ ذلك الوقت تغيرت أشياء كثيرة. إن كل ما أعرفه اليوم في العمل تعلّمته في سيكم‘‘. وباِمتنان وتقدير تقول: ’’سيكم تمنح أفرادها فرصة كبيرة للتنمية وتطوير أنفسهم. هنا، كل فرد ليس حريصًا فقط على تعلّم أشياء جديد، ولكننا نتعلم أيضًا كيف نمرر ما لدينا من معرفة للآخرين‘‘.

عيد ميلاد ذو هدية مميزة

كانت بداية توظيف رابعة المشتولي في سيكم بمثابة هدية عيد ميلاد لها. بسعادة بالغة تذكر أن في يوم عيد ميلادها الـ25 قابلت لأول مرة مؤسس سيكم الدكتور إبراهيم أبوالعيش. تقول بابتسامة جميلة: ’’لقد لاحظ بالفعل أنه عيد ميلادي من سيرتي الذاتية التي قدمتها. إنه كان يومًا مميزًا بالنسبة لي، فقد تمنى لي عيد ميلاد سعيد وقال لي أنها صدفة جميلة لمقابلتي في تلك المناسبة – كان حقًا إنسانًا طيبًا ورائع‘‘.

بعد توظيفها، حصلت المشتولي على برنامج تدريب مقدّم من سيكم. من خلال ذلك البرنامج، تعلمتْ طرق الحفظ والتوثيق لتعيين رواتب الموظفين الشهرية وكذلك أيام الأجازات، وتروي زميلة العمل في سيكم منذ وقت طويل قائلة: ’’حينها كنّا نقوم بكل تلك المهام كتابيًا في باقات من الملفات والمجلدات تحتل كل الأرفف في غرفة المكتب‘‘. وتضيف مؤكدة: ’’لقد كنت حريصة كل الحرص على تعلُّم كل التفاصيل، على الرغم أن ذلك كان أكثر إرهاقًا من الوقت الحاضر مع التكنولوجيا المتطورة‘‘.

كان ذلك في عام 1998 – عامٌ بعد تأسيس شركة إيزيس أورجانيك، أكبر شركات سيكم اليوم. في ذلك الوقت كانت مبادرة سيكم تنمو بشكل سريع: أراضٍ جديدة، شركات جديدة، وعدد العاملين في تزايد، لذا زادت معه مهام قسم الموارد البشرية وأصبحت رابعة مسؤولة عن شؤون أكثر من ألف موظف، وتقول رابعة ذات القلب الطيب: ’’أنا ممتنة جدًا لفريق العمل الذي عمل معي ودعّمني في ذلك الوقت. لقد اعتدنا أن نساعد بعضنا البعض إذا كان أحدنا مثقلًا بالمهام‘‘.

بعدئذ حدث التغيير: أصبح هناك جهاز كمبيوتر على كل مكتب واحتلت التكنولوجيا مكانتها الراهنة، ولكن علاقة العمل بين رابعة وزملائها لم تتغير قط: ’’أستطيع دائمًا أن أعتمد على زملائي. مازلنا حتى اليوم، عندما ينضم إلى فريقنا فرد جديد، نعمل على إعلامه بكل ما لدينا من معرفة؛ فأنا أعرف سيكم منذ وقت طويل وأستطيع أن أشارك بالكثير مما اكتسبته من خبرة، وهذا هو ما يجعل لعملي معنى ذا قيمة‘‘.

رابعة المشتولي مع زملائها في قسم التنمية البشرية.

قبل انضمامها إلى سيكم، تخرجّت رابعة في كلية التجارة بجامعة عين شمس وعملت كمساعدة في صيدلية في الحي الذي كانت تسكن فيه. هناك، كانت تبيع منتجات سيكم من المشروبات العشبية. تحكي زميلة العمل المتفانية: ’’كنت كل ما أعرفه عن سيكم هي تلك المنتجات، حتى أنني لم أكن أعرف ما هي الزراعة العضوية وتفاجأت كثيرًا عندما عرفت القصة وراء سيكم كاملةً‘‘.

’’علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا ونحب بعضنا البعض‘‘

لقد تزوجت رابعة المشتولي منذ 18 عامًا وهي شديدة الإيمان بالقدر والحب. بثقة تقول ملخّصة شعارها في الحياة: ’’الله يدبر لنا أفضل الأقدار، ولكن علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا ونحب بعضنا البعض؛ فأنا أومن بشدة بالخير الكامن في قلب كل إنسان‘‘.

نهى حسين

تعرّف على سلمى صبري، ممثلة خدمة عملاء إيزيس أورجانيك
تعرّف على صبحي، سكرتير رئيس سيكم التنفيذي، حلمي أبوالعيش