فرص للشباب في مصر وهولندا

في إطار جدول أعمال الحكومة الهولندية الجديدة، الذي يتضمن إنشاء مشاريع مشتركة مع بلدان أخرى، نظمت المنصة الهولندية “الشرق الأوسط الكبير” (het Grote Midden Oosten Platform – GMOP) مؤتمرًا تحت مسمى: “الفرص والخيارات للشباب في الشرق الأوسط”. وعليه تم دعوة أربعة شباب من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمشاركة في ذلك المؤتمر متعدد التخصصات، والذي انعقد في 15 من شهر فبراير بمدينة لاهاي الهولندية. ومثّل فيه المشاركون الأربعة بلدناهم وكذلك مبادراتهم الناجحة. وكان الهدف الأساسي للمؤتمر هو جلب جيل الشباب من هذه المنطقة وتحدياتهم إلى بؤرة اهتمام الحكومة الهولندية الجديدة.

وكانت من بين هؤلاء المشاركين نهى حسين، من فريق العلاقات العامة لمبادرة سيكم في مصر. تقول نهى: “ممتنة جدًا لأصدقاء سيكم الهولنديين لمنحي فرصة المشاركة في المؤتمر”. فقد كانت جمعية أصدقاء سيكم في هولندا هي همزة الوصل بين سيكم و GMOP، المنظِمة للمؤتمر. وإلى جانب دعوتهم لنهى حسين للإقامة في هولندا، فقد تكفلوا بجميع تكاليف الإقامة والسفر. وتضيف نهى: “على الرغم من أنها كانت المرة الأولى لي في أوروبا، فقد شعرت أني في وطني بفضل الدعم الذي وجدته من هندريك جان باكر، ولا سيما من الدكتور بيرت دي جراف وزوجته تين دي جراف. إنهم كرماء حقًا؛ يسعون بلا شك إلى مساعدة الآخرين. ومن الواضح كيف يحملون رؤية سيكم في قلوبهم”.

سيكم محط الأنظار كنموذج يحتذى به في مصر

وخلال المؤتمر، شاركت نهى في مجموعة عمل كممثلة لمبادرة سيكم التي تعد نموذج يحتذى به للتنمية المستدامة والتعاون الدولي في مصر. وتعلق نهى قائلة: “أومن بأن سيكم لديها الحلول التي يمكن لمصر أن تعالج بها العديد من التحديات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالشباب. في سيكم لدينا مساحة لتنمية قدراتنا الدفينة والتعبير عنها. لقد وجدت دعمًا كبيرًا منذ انضمامي إلى سيكم، حيث فرص للتطور والتنمية وتعلّم شيئًا جديدًا داخل بيئة العمل”.

إسيلين فان دي ساندي، الخبيرة في GMOP وتولّت تيسير مجموعة العمل التي شاركت بها نهى مع ممثلين بارزين من منظمات غير حكومية ومجتمع الأعمال في هولندا.

بوضوح كشفت المصرية نهى حسين عن رؤية سيكم كمصدر إلهام لها، تلك الرؤية التي أطلقها الدكتور إبراهيم أبو العيش – “قبل أربعين عامًا تمكن الدكتور أبو العيش من توقُّع التحديات الحالية التي تواجه مصر. وهذا هو السبب في أنني أومن أن نقل رؤيته، والتأكيد على الرغبة في تثقيف الناس ودعم تنميتهم الفردية، هو جزء أساسي من واجبي تجاه بلدي”، هكذا أعربت نهى عن رؤيتها.

وجهات نظر مختلفة، وتطلعات مماثلة

في أربع مجموعات، عمل المشاركون على إجابة أسئلة مختلفة من الحضور. وفي إطار إجاباتهم، سُلط الضوء على مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية في بلدانهم. مثل هذه القضايا التي تعرقل الشباب من أن يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، على سبيل المثال: البيروقراطية، والنظم التعليمية المنهكة، وكذلك بيئات العمل غير اللائقة لعامليها.

خديجة حموشي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ “سجال” تعرض توصياتها بشأن الشباب اللبناني.

وكشف المشاركون الأربعة عن وجهات نظرهم المختلفة. تقول نهى: “هذا لأننا قادمون من بلدان مختلفة تواجه ظروفًا وتحدياتٍ مختلفة، حتى وإن كنّا نعيش في نفس المنطقة – الشرق الأوسط. هذا التنوع  مفيد جدا من أجل تعزيز سبل التنمية الحقيقية وتحقيقها”. ومن ليبيا، شاركت في المؤتمر أسماء خليفة، المدربة في مشروع “شباب لبناء السلام” في “طرابلس الخير”، وهي منظمة غير حكومية محلية في العاصمة الليبية طرابلس. أسماء أيضا المؤسِسة المشاركة لـ “حركة النساء الأمازيغيات“، وهي حركة تجمع بين العمل الفكري والاجتماعي فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وإجراء البحوث حول نساء الشعوب الأصلية في ليبيا وشمال أفريقيا. وقد مثلت لبنان خديجة حموشي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ “سجال“، وهي مبادرة تقدم للشباب العربي منصة للتواصل مع النهج الاقتصادية الجديدة. ومن الإمارات العربية المتحدة، شارك في المؤتمر موسى ياسين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “جيكس” (Geeks)، وهي شركة ناشئة مبتكرة تقدم خدمات الدعم في مجال تكنولوجيا المعلومات.

نهى حسين تقدم التوصيات النهائية التي توصلت لها مجموعة العمل التي شاركت فيها.

“آمل أن يكون هناك في مصر المزيد من المبادرات مثل سيكم التي تركز حقا على التنمية الفردية داخل المجتمع”.

وفي ختام المؤتمر، أبرزت مجموعات العمل رؤية جيل الشباب لكي تصبح أكثر اندماجًا في مجتمعاتهم من أجل العمل بنشاط على تعزيز اهتماماتهم. وقد تم وضع توصيات ملموسة ومحددة للحكومة الهولندية، فيما يتعلق بإمكانيات التنمية المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ركز جميع المشاركين على طرح إمكانيات للتعاون بين بلدانهم والحكومة الهولندية بصدد تنمية حقيقية. وأكدت نهى حسين أن “التنمية تستند دائما إلى أوجه التآزر والتعاون. بالنسبة لمصر، آمل أن يكون هناك المزيد من المبادرات مثل سيكم التي تركّز حقا على التنمية الفردية داخل المجتمع. وعليه، فإننا بالفعل، نواصل وسنواصل تطوير مختلف الأنشطة التي تدعم بناء مستقبل مستدام من أجل أبنائنا”.

©حقوق جميع الصور محفوظة لثناء فاروق ومنصة GMOP

جمعية أصدقاء سيكم في هولندا
جيلٌ جديد من مزارعين ينتهجون الزراعة الحيوية في مركز سيكم للتدريب المهني
زيارة إلى النمسا: تجربة عملية في الخارج لأحد طلاب جامعة هليوبوليس
تعلّمنا حب التعلُّم