الزراعة الأورجانيك تقدم حلول جديدة

من المعروف أن مبيدات الآفات والأسمدة الكيميائية ضارة بالصحة والبيئة، لكن البديل المتعارف عليه وهو العمل اليدوي يكون عادةً أكثر تكلفة. قد يتغاضى الداعمون للأورجانيك فرق السعر، إلا أنه يظل عائقاً أمام الانتشار بالمعدل المرجو وبين المستهلك العادي والمنتجات الصحية والأكثر أمانًا.

المبيدات الحشرية  -أكثر فائدة أم ضرر؟

إن دور المبيدات هو القضاء على الآفات والحشرات والأعشاب التي تضر بالمحصول. على الرغم من قيام المبيدات الكيميائية بدورها في حل هذه المشكلة، إلا أنها تؤدي إلى المزيد من المشاكل على المدى الطويل؛ مثل تغير المناخ وتصحر الأراضي وتلوث المياه والهواء والحد من التنوع البيولوجي والمشاكل الصحية. إذن، ما هو البديل؟

البديل الفعال والأقل التكلفة

بدلاً من البحث عن حل من خلال المواد الكيميائية المصنَعة، تكمن الإجابة في الطبيعة – مثل الطفيليات والحيوانات المفترسة!

المفترسات هي ببساطة كائنات حية تتغذى على كائنات أخرى، والطفيليات هي كائنات حية تعيش في ارتباط وثيق مع مضيفها على حسابه مما يؤدي إلى موته. من خلال البحث والتقدم العلمي، يمكن للإنسان تحديد المفترس المطلوب لكل محصول للتغذى على الآفات الضارة. لا تقضي هذه العملية على المشكلة فحسب، بل تساعد أيضًا في استعادة توازن النظام البيئي. ومن الناحية الاقتصادية، تعد الحيوانات المفترسة أكثر كفاءة من حيث التكلفة عن العمالة اليدوية وحتى مبيدات الآفات الكيميائية.

حالياً يتم إنتاج الحيوانات المفترسة والطفيليات في مصر بنسبة لا تزيد عن حوالي 3٪ من الطلب وهو ما لا يكفي لتغطية المحاصيل الأورجانيك.

إذا وُجدت الحاجة .. وُجد الحل

تعمل سيكم الآن، بالتعاون مع جامعة هليوبوليس، على إنتاج الحيوانات المفترسة والطفيليات من أجل المكافحة الحيوية. هذا الموسم، تربى الـTrichogramma وهي من أهم الطفيليات في العالم، في معمل المفترسات بمزرعة سيكم، والتي تغطي حوالي 1000 فدان من القطن لمكافحة دودة أوراق القطن (Spodoptera Exigua) وديدان اللوز من القطن، والتي تسبب مشكلة كبيرة على زراعة القطن في مصر. سيتم تطبيق هذا الطفيل أيضًا على حقول الطماطم (المحاصيل الحقلية المفتوحة). عملنا التمهيدي على خفض نسبة الإصابة بـ Tuta Absoluta وهي آفة شديدة الخطورة تدمر زراعة الطماطم، بمقدار 25 طفيليًا لكل متر مربع كل 15 يومًا. يمكن أن يصل الضرر الناجم عن Tuta Absoluta إلى 100٪. يحدث ضرر الآفة هذا طوال دورة نمو الطماطم بأكملها ويمكن أن تؤدي السيطرة عليها باستخدام المبيدات الكيميائية إلى العديد من المشكلات مثل تطور المقاومة للآفات، مما يثير مخاوف بيئية وصحية. يتم حصاد الطماطم بشكل متكرر على فترات متقاربة، وبالتالي يصبح الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية موضع تساؤل بسبب التلوث المحتمل للمنتجات بالمخلفات الكيميائية.

بدأ مشروع الحيوانات المفترسة لأول مرة في عام 2009 وعمل على خمسة مفترسات. ويسعد سيكم وجامعة هليوبوليس إعادة إطلاق المشروع من جديد للمساهمة في الحد من استخدام المبيدات الكيميائية.

نادين جريس